قصة سعيد والحور العين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى اخوتى واخواتى لقد قرات هذه القصة فى العاشرة من عمرى ومن وقتها وانا اتمنى أن أنال الشهادة فى سبيل الله
وأحببت أن أريكم أياها فأرجو من الله أن تنال أ عجابكم

يحكى انه كان رجل من قادة المسلمين يدعى: عبد الواحد بن زيد رحمه الله
يتحدث عن الجهاد وفضل الاستشهاد فى سبيل الله . وذكر قوله تعالى :
(ان الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون)
فقام شاب من القوم يدعى سعيد فقال:يا شيخ , الله سبحانه وتعالى يشترى منا أنفسنا وأموالنا بالجنة ؟
قال: نعم . فقال الشاب : فانى أشهدك بأنى بعت الله نفسى ومالى بالجنة.
فقال له عبد الواحد انك شاب حديث السن وأخشى أنك لاتسطتيع تنفيذ البيعه .
قال :بلى اشهد بأنى بعت الله نفسى ومالى بالجنة فقال له الشيخ: بيع رابح , ودعا له بالتوفيق
وكان قتالهم مع الروم .
فذهب الشاب سعيد وأنفق ماله فى سبيل الله ولم يبق له الا ما يحتاج اليه للجهاد من فرس , ودرع , وسلاح , وتجهز الجيش لغزو الروم بقيادة عبد الواحد بن زيد وتجهز سعيد وغزا معهم .
وقبل ان يلتقوا بالعدو بساعات وكانوا فى وقت استراحتهم من السير واستعدادهم للقاء العدو , نام سعيد وكان بالقرب من احد اخوانه المجاهدين فرأى سعيد فى نومته يتكلم ويمد يده ثم يردها
فعلم أنه فى رؤيا فلم يوقظه وبعد ان استيقظ سعيد من نومه سأله صاحبه : ماذا رأيت فى نومك ؟
لقد سمعتك تتكلم وتمد يدك فقال له : لم أرى شيئا .
فألح عليه فقال : لا أحدثك بما رأيت حتى تعاهدنى بأنك لا تتكلم عما أخبرك به حتى أموت
فأعطاه عهدا لا يحدث بما يخبره به حتى يموت .
فقال له : لقد رأيت كأنى دخلت الجنة واذا بنهر من ماء عليه حور وغلمان
فلما رأونى قالوا: أهلا ومرحبا بزوج العيناء المرضية فقلت:أفيكن العيناء المرضية؟
قلن : لا, ليتنا خدم لها , أمض أمامك
فمضيت واذا بنهر من لبن عليه من الحور والولدان أجمل مما رأيت على نهر الماء.
واذا بهم يرحبون و يقولون : أهلا و مرحبا بزوج العيناء المرضية.
فقلت : أفيكن العيناء المرضية ؟ قلن : لا ليتنا خدم لها , أمض أمامك .
فلما سمعت منهن ذلك ازددت شوقا لرؤيتها فمضيت و اذا بنهر من خمر
وعليه من الحور والغلمان أجمل وأحسن مما رأيت من على نهر اللبن
واذا بهم يرحبون ويقولون : أهلا ومرحبا بزوج العيناء المرضية.
فدنوت منهن وقلت: أفيكن العيناء المرضية , قلن : لا ليتنا خدم لها , أمض أمامك .
فمضيت , واذا بنهر من عسل وعليه من الحور و الغلمان أجمل مما رأيت على نهر الخمر,
واذ أسمع مناد ينادى : يا عيناء أبشرى هذا زوجك قد حضر , فخرجت على باب القصر تبتسم وترحب بى
ودخلت القصر معها و جلسنا على سرير من ذهب فلما نظرت اليها فتنت بجمالها
فمددت يدى لأحتضنها حتى أقبلها .
فقالت لى : اليك عنى فانك لازلت فى دار الدنيا .
فقلت : لا أريد الدنيا . فقالت : لازلت فى دار الدنيا فتركتها , غير أنى نسيت ذلك
من حسنها ومددت يدى ثانية لأعانقها فقالت : اليك عنى أما قلت لك : أنك لا زلت فى دار الدنيا
فقلت لها : متى أخرج من الدنيا ؟ فقالت : أنك تفطر الليلة عندنا أن شاء الله حيث كان صائما .
فأستيقظت وهذا ما رأيت , وأن شاء الله أفطر عندها اليوم .

وبعد ذلك وقع القتال بين الروم والمسلمين فأبلى سعيد بلاء حسنا
وكان يتقدم بين صفوف المشركين و يقاتل ويريد أن يقتل حتى عجب منه أصحابه لبلائه وشجاعته
ولا يخشى الموت وقبل انتهاء المعركة أصيب بطعنة بالغة , فحمله أصحابه وانتهى القتال
وجاء صاحبه الذى قص عليه الرؤيا التى رأها واذا بسعيد يجود بروحه
فقال له: هنيئا لك يا سعيد بالعيناء المرضية
فقال له أصحابه ما هذه العيناء المرضية ؟ فأراد أن يحدثهم , فنظر اليه سعيد
وعض شفته مذكرا له بالعهد فسكت ولم يحدثهم بخبره حتى مات . رحمه الله

فهذا يا أخوتى هو الايمان الصادق , وهذه هى الرغبة الصادقة فى الجنة وفى الحور العين
قال الله تعالى ( ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون )