ما حكم الدخول في مجلس الشعب , سمعت أن الشيخ ابن باز رحمة الله عليه قد أجاز دخول المجلس لتقليل الشر والفساد فهل فعلاً أجاز الشيخ ابن باز ذلك ؟
تقليل الشر و الفساد طاعة لله و تكثير الخير و الصلاح أيضا طاعة لله تعالى و قد أجاز الشيخ ابن باز رحمه الله دخول المجلس لأجل ذلك، فمن الذي يقوم على ذلك و هل يؤتمن من تنادى بالإصلاح الديمقراطي و إطلاق الحريات... على تطبيق شرع الله، إن الديمقراطية وثن يُعبد من دون الله و هي دين عند أهلها و لا تصلح كوسيلة و لا كغاية، و انخراط بعض الدعوات في المطالبة بالديمقراطية لا يتوافق مع ما أفتى به الشيخ ابن باز رحمه الله، فمن الذي كان أكثر تأثيرا و تغييرا في الطرق الأخرى ؟!!!
و هناك تجارب كثيرة حدثت في تركيا و السودان و آخرها الجزائر، حيث وصل بعض الدعاة و كادوا يقتربون من سدة الحكم و قيادة هذه المجالس فحدث الإنقلاب عليهم و الزج بهم تحت شعار لا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية
فالديمقراطية ليست حلاً ولا طريقاً لتطبيق شرع الله
فلا يجوز عرض حكم الله على آراء البشر، فالحاكم و المحكوم يجب أن ينصبغ بصبغة الإسلام و الأكثرية و الأقلية يجب أن تخضع لحكم الله، قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) و قال سبحانه : ( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )و قال : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وقال : ( أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) فلو فُرض أن الأكثرية تمنع تحريم الخمور أو تبيح التعاملات الربوية أو ترفض تطبيق الشريعة.. فلا يجوز الإلتفات لقولها، إذ الخلافة موضوعة لإقامة الدين و سياسة الدنيا به، و لا يحل إرضاء الناس بسخط الله ( و إن تُطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )، ( و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين )، ( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم كافرون ) .
و ما يُقال في الديمقراطية من حكم الشعب نفسه بنفسه و النزول على رأي الأكثرية و إطلاق الحريات على عواهنها ، حرية رأي يُكفر فيها بخالق الأرض و السماوات و حرية تملك يُتعامل فيها بالربا و حرية شخصة يزني فيها الإنسان و يُزنى به دون رادع أو مانع، كل ذلك لا بد من رفضه، فالديمقراطية دين عند أهلها و وثن يُعبد من دون الله، و ليست هي عبارة عن إجراءات انتخابية أو اقتراع وفق صناديق الإنتخاب بل هي دين عند أهلها كما أن الإسلام دين عن أهله و قد تأتي صناديق الإقتراع بملاحدة أو زنادقة ( و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) و من الوهم أن نعتبرها مثل الشورى الإسلامية، ففي النظام الديمقراطي تجري الشورى في الأمور التي وردت فيها النصوص الشرعية، و يُستشار في ذلك من لا دين عنده على عكس ما يحدث في الشورى عند المسلمين فلا يجوز أن نتشاور مثلا في منع الخمر أو إباحتها،
لقد انتهج بعض الدعاة خطابا سياسيا ديمقراطيا و خطابا شعبيا دينيا و هذا من التناقض المريب،
و الوصول إلى الحكم لا يبرره، إذ هدفنا هو مرضاة ربنا، و الغاية لا تبرر الوسيلة كما نرفض أيضا مناداة البعض بالإصلاح الديمقراطي و إقامة حياة ديمقراطية سليمة كما يقولون إلى غير ذلك من التعبيرات الممجوجة و الفاسدة، تستحيل الحياة و السلامة و الصلاح و الإصلاح بعيدا عن كتاب الله و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و سُئل البعض ممن تحول لسانهم للمطالبة بتطبيق الديمقراطية، ماذا تقول لو رفض الشعب تطبيق الشريعة، فقال : ننزل على رأي الشعب!!!! فهل يصح أمثال هؤلاء لقيادة الأمة بدين الله، و هل هؤلاء هم الذين سيأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر في هذه المجالس التشريعية، إن من أجاز دخول هذه المجالس من أكابر العلماء قَيَّدَ ذلك بإحقاق الحق و إبطال الباطل و تطبيق شرع الله، و تكثير الخير و الصلاح و طاعة الله و تقليل الشر و الفساد طاعة لله جل و علا،
إن الوصول إلى الحكم لو صلح هدفا و غاية عند هذا الفريق فليست الديمقراطية هي السبيل،
قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا ) و قال سبحانه : ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يُوحى إلي ) ، ( إن الدين عند الله الإسلام )، ( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين ).
الجمعة أبريل 04, 2008 5:23 am
